الإخوة الإعلاميّون
الإخوة ممثلو شركات الاتصالات
الحضور الكريم مع حفظ الألقاب والمسميات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
• نعقدُ هذا المؤتمرَ وأهلُنا في قطاعِ غزةَ يرزحونَ تحتَ وطأةِ القصفِ والإبادةِ والتدميرِ والنزوح، في مشهدٍ يعيدُ الى الذاكرة مشاهدَ النكبة التي عاشها شعبُنا عام 1948. هذا العدوانٌ الغاشم الذي طالَ كل شيءٍ بما في ذلك البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، متعمداً التداعيات والعواقب الناتجة عن ذلك الاستهداف. وهنا أودُ أن أشكرَ شركاتِ الاتصالات الفلسطينية على ثباتِهم وجهودِهم المبذولة في سبيلِ إبقاءِ مشتركي قطاعِ غزةَ على تواصلٍ مع العالم الخارجي بشكلٍ دائمٍ منذُ بدايةِ العدوانِ الإسرائيلي على قطاعِ غزة، حيث بذلت الطواقم الفنية لهذه الشركات الفنية جهودًا جبارة في الميدان من أجلِ إصلاحِ الأعطالِ وإبقاءِ الخدمةِ مستمرة، رغمَ العدوانِ المستمرِ والمخاطرِ المحيطةِ بهم، ففي ضوءِ متابعتي اليومية، تحولت هذه الشركات من مبدأِ تقديمِ خدماتِ الاتصالاتِ والإنترنت إلى شركاتٍ تقومُ بمبادراتِ وطنيةٍ وإنسانيةٍ ومجتمعية.
• وأوجهُ أسمى آياتِ العزاء لشعبنا البطل الذي يقدمُ آلآفَ الشهداء في ظلِ هذا العدوان، و أخص بالذكرِ سبعةَ من كوادرِ قطاعِ الاتصالاتِ الفلسطيني، التي عملت بدوافع إنسانيةٍ ووطنيةٍ بحتة، وخاطرت بحياتها طوعاً، وببطولةٍ تسجّلُ لها، بعدَ أن تركوا عوائلهم ولبّوا نداءَ الواجب، في ظلِ هذا الظرفِ الصعب، لضمان استمرار تقديم خدمات الاتصالِ في القطاع.
• كما أودُ التنويه إلى أن هذهِ الشركات قامت بإعادةِ جميعِِ الخطوطِ المفصولةِ، وتم منحُ حزمِ إنترنت، ومئات الملايين من الدقائق والرسائل المجانية لجميعِ مشتركيها في قطاعِ غزة، بلغت كلفتُها أكثرَ من مئة مليون شيقل، بالرغمِ من حجمِ الدمارِ والخسائرِ التي تكبدتها هذه الشركات، أسوةً بمقدراتِ أبناءِ شعبِنا الفلسطيني.
• نحن اليوم أمام أزمةٍ كبيرةٍ في ظلِ نفادِ الوقود بشكلٍ كاملٍ في قطاعِ غزة، فقد بدأت شركاتُ الاتصالاتِ الفلسطينية تفقدُ عناصرَ رئيسيةَ من الشبكةِ بشكلٍ تدريجيٍ بسببِ نفادِ كمياتِ الوقودِ اللازمِ لتشغيلِ المولداتِ الكهربائيةِ التي تزودُ محطاتَ الشبكةِ في ظلِ انقطاعِ الكهرباءِ منذُ اليومِ الأولِ على قطاعِ غزة. و عليهِ أعلن لكم اليوم بأن خدمات الاتصالات و الانترنت ستتوقف بشكل كامل خلالَ يومِ الخميس الموافق 16/11/2023، وكما هو معلوم، فإن انقطاعَ خدماتِ الاتصالاتِ والإنترنتِ بسببِ نفادِ كمياتِ الوقود، يساهمُ بتعميقِ الكارثةِ الإنسانيةِ بسببِ عدمِ قدرةِ المواطنينَ على طلبِ خدماتِ الطوارئِ والنجدةِ و الإغاثةِ عندَ وقوعِ قصفٍ على مناطقهم، بالإضافةِ إلى قطعِ اتصالِ طواقمِ الإسعافِ والدفاعِ المدني و الهلالِ الأحمرِ الفلسطيني فيما بينها ومعَ مركزِها، ما قد يتسببُ في عدمِ القدرةِ على توجيهِ هذهِ الطواقمِ لأماكنِ القصفِ عندَ وقوعِها، وهو ما يعني فقدانَ الكثيرِ من الأرواحِ، وحرمانَ أهلنا في غزة بشكلٍ متعمدٍ من حقهم بالاتصالِ والاطمئنانِ على بعضِهم البعضِ بسببِ النزوحِ والقصفِ المستمر، وهذا سيشكلُ حالةً من الرعبِ والخوفِ، حيث إن هذهِ الأفعالَ تعتبرُ مخالفةً للقوانينِ والحقوقِ الأساسيةِ المنصوصِ عليها في الأعرافِ الدوليةِ وتخفي جرائمَ الحربِ.
• ونحن نطالبُ كافةَ المؤسساتِ الدوليةِ والاتحادَ الدوليّ للاتصالاتِ بشكلٍ خاصٍ و هو الوكالةَ الأمميةَ للأمم المتحدةِ المختصةَ في قطاعِ الاتصالاتِ و وكالةَ الأونروا و الهلالِ الأحمرِ العربي والصليبِ الأحمرِ والجهاتِ الحقوقيةِ والمنظماتِ الأهليةِ، بضرورةِ التدخلِ الفوريِ للضغطِ من أجلِ إدخالِ الوقودِ إلى قطاعِ غزةَ بدءاً من الآن، من أجلِ تمكينِ كافةِ القطاعاتِ الحيويةِ بما فيها الاتصالاتِ من تقديمِ خدماتِها لأهلنا في القطاع، وهذا أقلُ القليلِ في ظلِ الكارثةِ الإنسانيةِ المتعاظمةِ ساعةَ بعدَ ساعة.
ختامًا، ندعو الله أن ينتهي هذا العدوانُ الآنَ قبلَ غدٍ، وأن يتغمدَ اللهُ شهداءَ شعبِنا في كلِ أماكنِ تواجدهِ بالرحمةِ والغفرانِ، وأن يشفي الجرحى، ويفكَّ قيدَ أسرانا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.